مشتريها والتمتع بِالنّظرِ إِلَى وَجهه الْكَرِيم وَسَمَاع كَلَامه مِنْهُ فِي دَاره ثمنهَا وَمن جري العقد على يَد رَسُوله كَيفَ يَلِيق بالعاقل أَن يضيعها ويهملها ويبيعها بِثمن بخس فِي دَار زائلة مضمحلة فانية وَهل هَذَا إِلَّا من أعظم الْغبن وَإِنَّمَا يظْهر لَهُ هَذَا الْغبن الْفَاحِش يَوْم التغابن إِذا ثقلت مَوَازِين الْمُتَّقِينَ وَخفت مَوَازِين المبطلين

فصل

إِذا عرفت هَذِه الْمُقدمَة فاللذة التَّامَّة والفرح وَالسُّرُور وَطيب الْعَيْش وَالنَّعِيم إِنَّمَا هُوَ فِي معرفَة الله وتوحيده والأنس بِهِ والشوق إِلَى لِقَائِه واجتماع الْقلب والهم عَلَيْهِ فَإِن أنكد الْعَيْش عَيْش من قلبه مشتت وهمه مفرق فَلَيْسَ لِقَلْبِهِ مُسْتَقر يسْتَقرّ عِنْده وَلَا حبيب يأوي إِلَيْهِ ويسكن إِلَيْهِ كَمَا أفْصح الْقَائِل عَن ذَلِك بقوله

(وَمَا ذاق طعم الْعَيْش من لم يكن لَهُ ... حبيب إِلَيْهِ يطمئن ويسكن)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015