تِلْكَ الشَّهَوَات والإرادات وحالت بَينه وَبَينه وَهُوَ لَا يُمكنهُ تَركهَا وَتَقْدِيم هَذَا الْمَطْلُوب عَلَيْهَا إِلَّا بأحدأمرين
إِمَّا حب مُتَعَلق وَإِمَّا فرق مزعج
فَيكون الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَالْجنَّة وَنَعِيمهَا أحب إِلَيْهِ من هَذِه الشَّهَوَات وَيعلم أَنه لَا يُمكنهُ الْجمع بَينهمَا فيؤثر أَعلَى المحبوبين على أدناهما وَإِمَّا أَن يحصل لَهُ علم مَا يَتَرَتَّب على إِيثَار هَذِه الشَّهَوَات من المخاوف والآلام الَّتِي ألمها أَشد من ألم فَوَات هَذِه الشَّهَوَات وَأبقى فَإِذا تمكن من قلبه هَذَانِ العلمان أنتجا لَهُ إِيثَار مَا يَنْبَغِي إيثاره وتقديمه على مَا سواهُ فَإِن خاصية الْعقل إِيثَار أَعلَى المحبوبين على أدناهما وَاحْتِمَال أدنى المكروهين ليتخلص بِهِ من أعلاهما
وَبِهَذَا الأَصْل تعرف عقول النَّاس وتميز بَين الْعَاقِل وَغَيره وَيظْهر تفاوتهم فِي الْعُقُول فَأَيْنَ عقل من آثر لَذَّة عاجلة منغصة منكدة إِنَّمَا هِيَ