أَحدهَا معرفَة الشَّيْء النافع للْعَبد الملائم لَهُ الَّذِي بحصوله لذته وفرحه وسروره وَطيب عيشه

الثَّانِي معرفَة الطَّرِيق الموصلة إِلَى ذَلِك

الثَّالِث سلوك تِلْكَ الطَّرِيق

الرَّابِع معرفَة الضار المؤذي المنافر الَّذِي ينكد عَلَيْهِ حَيَاته

الْخَامِس معرفَة الطَّرِيق الَّتِي إِذا سلكها أفضت بِهِ إِلَى ذَلِك

السَّادِس تجنب سلوكها

فَهَذِهِ سِتَّة أُمُور لَا تتمّ لَذَّة العَبْد وسروره وفرحه وَصَلَاح حَاله إِلَّا باستكمالها وَمَا نقص مِنْهَا عَاد بِسوء حَاله وتنكيد حَيَاته

وكل عَاقل يسْعَى فِي هَذِه الْأُمُور لَكِن أَكثر النَّاس غلط فِي تَحْصِيل هَذَا الْمَطْلُوب المحبوب النافع إِمَّا فِي عدم تصَوره ومعرفته وَإِمَّا فِي عدم مَعْرفَته الطَّرِيق الموصلة إِلَيْهِ فهذان غلطان سببهما الْجَهْل ويتخلص مِنْهُمَا بِالْعلمِ

وَقد يحصل لَهُ الْعلم بالمطلوب وَالْعلم بطريقه لَكِن فِي قلبه إرادات وشهوات تحول بَينه وَبَين قصد هَذَا الْمَطْلُوب النافع وسلوك طَرِيقه فَكلما أَرَادَ ذَلِك اعترضته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015