(ويوم ترى الرايات فيه كأنها ... حوائم طير مستدير وواقع)
فهؤلاء إنما وصفوا أياماً مخصوصة بأعيانها، يرى ذلك أيضاً إذا نظر في أخبار هذه الأشعار التي قيلت فيها. ومن ذلك ما أنشده النحويون [من قوله]:
(ونار قد حضأت بعيد وهن ... بدرا ما أريد بها مقاما)
وهذا شعر مشهور، ولا معنى فيه للكثرة؛ لأنه إنما وصف قصة جرت له مع الحي مرة واحدة.
ونحن نذكر أبياتاً كثيرة من أشعار المحدثين يبين [في] جميعها أن (رب) للتقليل، كثر استعمالهم لها، فلم ينكرها أحد من العلماء عليهم فصارت لذلك كأنها حجة؛ فمن ذلك قول أبي تمام الطائي: