يشركه// في شيء من صفاته، وأول موجود أوجده وأبدعه- تعالى- الموجودات التي يسمونها الثواني، ويسمونها العقول المجردة عن المادة، وهي تسعة، على عدد الآحاد التسعة، ترتبت في الوجود عنه كمراتب الأعداد أول، وثان، وثالث، إلى التاسع الذي هو نهايتها، كما صار التاسع من العدد نهاية الآحاد.
وأول هذه الثواني بالنسبة إلى البارئ- تعالى- في مرتبة الاثنين على وجه التقريب، وبالنسبة إلى الموجودات المبدعات في مرتبة الواحد؛ لأن البارئ- تعالى- بائن عن الموجودات غير موصوف بشيء من صفاتها، وكل واحد من هذه التسعة موجود عن الباري- تعالى- بتوسط وجود كل واحد من هذه التسعة، [ثم تلي مرتبة هذه الثواني التسعة] في الوجود مرتبة العقل الموكل بعالم العناصر، وهو الذي يسمونه العقل الفعال، وهو يوافق الموجودات الثواني التسعة في أنه عقل مجرد من