هذا هو الأكثر في الاستعمال، وقد جاء عكس ذلك، قال ذو الرمة://
(سوى ما أصاب الذئب منه وسربة ... أطافت به من أمهات الجوازل)
يعني القطا، وقال جرير:
(لقد ولد الأخيطل أم سوء ... مقلدة من الأمات عارًا)
وليس في حكاية صاحب كتاب العين (تأمهت).
أما دليل على أن الهاء أصل فمن وجهين:
أحدهما: أن كتاب (العين) كتاب مطعون عليه، معيب عند كبراء البصريين لا يرونه حجة فيما ينفرد به، ولا يوجد في غيره؛ لأن فيه خطأ كثيرًا في التصريفي يخالف مذهب الخليل، ولو كان الكتاب تأليف الخليل- كما زعموا- لم يكن مخالفًا لما رواه سيبويه وغيره من أصحابه.
والوجه الثاني: أنه لو صح قولهم: تأمهت أما، لم يدل ذلك على أن الهاء أصلية؛ لأنا قد وجدنا العرب ربما صرفوا من الكلمة المزيد فيها فعلاً فحذفوا الزيادة، كقولهم في تصريف الفعل من الشمال: (شملت الريح)، وربما تركوا الزيادة في الفعل على حالها، كقولهم في تصريف الفعل من (القلنسوة): تقلنس الرجل، ومن (المسكين) تمسكن، فتركوا الميم والنون- وهما زائدتان-، فوزن (تقلنس) تفعنل ووزن