رسائل المقريزي (صفحة 317)

ومن حمل السلاح أيضا، وعدل بهم عن الطريق في مسيرهم حتى قدموا دمشق فى ليلة الثلاثاء ثانى عشرين من ذى الحجة من غير أن يراهم أحد، لا في مسيرهم، ولا وقت قدومهم، فأنزلوا بقاعة رضوان من؟؟ القلعة، وأجرى لهم في كل يوم ألف درهم سوى الحلوى والفاكهة وغير ذلك من أنواع المأكل، وهى ألف درهم أخرى؛ فقدم الخبر بقتل أحمد أغا، وتملك أرغون بن أبغا بن هولاكو بعده، فسار السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفى من قلعة الجبل بديار مصر إلى دمشق، فقدمها يوم السبت ثانى عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وستمائة، ونزل بقلعتها، وألبس في تلك الليلة ألفا وخمسمائة مملوك أقبية «1» من حرير أطلس أحمر بطرز، وعلى رؤوسهم كلفتات «2» زركش، وبأوساطهم حوايص «3» ذهب، وأشعل بين يديه ألفا وخمسمائة موكبية كبيرة بيد كل منهم شمعة، واستدعى عبد الرحمن ورفقته وأدوا رسالة أحمد أغا، وعادوا إلى موضعهم، ثم استدعاهم واستعاد كلا منهم ثانيا، وردهم إلى مكانهم، وأحضرهم مرة ثالثة، وسألهم عن أشياء، ثم أخبرهم بقتل من أرسلهم، وقيام أرغون من بعده وأعادهم إلى قاعة رضوان، ثم نقلها؟؟ منها، وأخذ ما معهم، ومن جملته: مسبحة لؤلؤ قيمتها مائة ألف درهم، وشىء كثير ما بين ذهب ولؤلؤ، واعتقلوا حتى مات عبد الرحمن في ثامن عشر شهر رمضان، ونقل ابن التيتى إلى قلعة الجبل.

وفي سنة إحدى وتسعين وستمائة ركب السلطان صلاح الدين خليل بن قلاوون من قلعة؟؟ الجبل إلى دمشق، ثم خرج منها في ليلة الثلاثاء تاسع شوال بعد ما رسم لجميع أهل الأسواق أن يخرج كل واحد منهم وبيده شمعة موكبية قد أشعلت فامتثلوا ذلك، ووقفوا من باب النصر إلى مسجد القدم، فعندما ركب السلطان اشتعلت تلك الشموع دفعة واحدة، فسار بينها حتى نزل مخيمه؟؟. فكانت من الليالى المذكورة، والوقودات المشهورة.

وفي ليلة الجمعة حادى عشر شعبان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة كان زفاف ابنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015