رسائل المقريزي (صفحة 280)

[الدّبر: عسله وأنواعه]

ومن الدّبر: جنس أسود شديد السواد، عريض قصير كأنه في الخلقة صغار الجعلان، ولها حمات مؤذية، تعسل عسلا قليلا في نخاريب تبنيها من الطين أشباه البلوط، تلصقها بالصخر، وتعسل فيها عسلا صلبا جدا، ثم تختمها أيضا بالطّين، فتجدها الرعاة والحطّابون كذلك، فربما وجدوا منها العشرين والثلاثين في مكان واحد لاصقا بعضها ببعض، فيستخرجون العسل الذى فيها فيأكلونه وذلك نزر وقليل.

ومن الدّبر: جنس آخر أصفر صغير مخطط، أدغر «1» أملس، أدقّ من النحل وأخفّ، مؤذى اللّسع، وإذا لسع لم تنصل حمته، يزعمون أنه يعسّل عسلا قليلا.

والبلاد الباردة أوفق للنحل، والنجود «2» أوفق لها من الأغوار.

وجرت العادة بأرض مصر أن فراخ النّحل تجمع من شهر أمشير، ويبتدأ بجناه «3» فى برمودة.

وأجود مراعيه القرط «4» ، والجلبّان «5» ، وتسقى أمّهاته العسل عند اشتداد البرد، وحدوث الهواء الشديد؛ ومقدار ما تسقى المائة خلية عشرة أرطال، والذى يتحصل من المائة خليّة في كل سنة ما بين ستة قناطير عسل إلى خمسة قناطير وعشرون رطلا من الشمع، ويموت في السنة على الأكثر عشرون خليّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015