رسائل المقريزي (صفحة 277)

ومما ينشّط النحل للعمل، أن تقل الذكورة في الخليّة، فإذا قطف الشهد، فمن الناس من يخلّص العسل من الشّمع بالنار، ويطبخ الشّهد حتى إذا ذاب أقرّه حتى يبرد، فيعلو الشمع جامدا، فيؤخذ، ويبقى العسل خالصا، ومن الناس من يخلّصه بالاعتصار بالأيدى وإن كان كثيرا، فبالأرجل، وذلك هو الدستفشار، الذى لم تمسه النار، وهو أفضل.

وكان للعرب في كل مصنعة من مصانع العسل معصرة من محيّرة يلقى الشهد فيها، فإذا ألقى الشهد فيها تكسّر، وبرز العسل عفوا، فجرى وسال في حياض، فيجتمع فيها وقد زايل الشمع وخلص، فما برز من العسل عفوا وجرى، فذلك العسل: سلافة «1» ، وأفضل العسل وأصفاه. وما سال إلى الحوض، وقد زال شمعه سمّى ذوبا، ونسيلا؛ فإن بقى في الشمع من العسل شىء اعتصر بالأيدى، ثم يوعى العسل في الوجاب.

والوجاب: أسقية عظام، السقاء منها جلد تيس «2» وافر، وواحد الوجاب:

وجب.

وكانوا لا ينتفعون بالشّمع، ويرمون به، فإذا تطاولت الأيام بلى فاسودّ، فزبّل به المزارع، فهو: أجود مال.

ويقال لما يوعى فيه العسل أيضا: «زق» «3» ، وجمعه: «زقاق» .

وإذا خلص العسل من شمعه وجثّه، فهو: ماذى.

والجثّ «4» : كل قذى يخالطه من أجنحة النّحل وأبدانها وفراخها وموتاها وغير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015