وروى: «عسل أبكار، يريد الجوارى الأبكار لا يليه غيرهن» .
والنحل الكريم هو الذى يتقن عمله، فيأتى بوجوه الشّهد ملسا. وإذا لم يكن كريما جاء الشّهد قليل الاستواء، منفتح الخاتم، كأنها تعمل أعمالها بالبخت كيفما جاء.
ويقال: إن العسل الأبيض عمل شبابها، والعسل الأصفر عمل كهولها.
وذكور النحل أعظم جثثا من إناثها، ولا حمات لها، وهى أبطل، وأقل حركة.
والنحل إذا كثرت ملوكها في الخلايا قتلتها، لئلا تكثر فتشتّت النحل؛ لأن النحل يتفرّق على الملوك.
ولشيار «1» عسل الخلايا في السّنة مرتين: مرّة في الربيع، وهو أجود الشيارين، ومرّة في الخريف.
ويقال: «شار العسل يشور شورا، وشيارا، ومشارة. واشتاره يشتاره اشتيارا؛ وأشاره يشيره إشارة» .
والشّور: العمل في اجتناء العسل وأخذه، ثم العسل نفسه شورا، كما سمّى العسل أريا.
والعامة تسمى شيار العسل جزارا فيقولون: «جزار الشّهد» ، كما يقولون في جزار العسل، ويسميه آخرون «قطاف» .
وإذا أرادوا اشتيار العسل دخّنوا على النحل حتى يخرج من الخلية، وذلك جلاؤها، وقد جلاها يجلوها جلاء، وهى جلوة النحل، أى طردها بالدّخان.
ويقال لذلك الدخان: «الإيام» «2» ، ولا يقال لشىء من الدخان (إيام) سواه، فيقال إذا دخّن عليها: آمها- بالمد- يئومها إياما فهو آئم، والنحل مئومة، وإن شئت مئوم عليها، فإذا جلوها بالإيام- فى أحد الشيارين- وأخذوا ما في الخلية من العسل تركوا لها مقدار قوتها في شتائها وإلّا هلكت؛ وربّما جعلوا مكان العسل تمرا، أو زبيبا ونحوه من الحلواء، فتقتاته، فإن ترك لها من العسل أكثر من حاجتها تبطلت، وقلّ عملها.