رسائل المقريزي (صفحة 275)

وإذا خرجت الفراخ بيعسوبها، وسقطت على شجرة أو غيرها، احتال القوم على يعسوبها حتى يأخذوه، ويلقوه في خليّة، أو نحوها، فإنّ الفراخ تصير معه حيث يصير، وإذا أخذ يعسوب خليّة تبعه جميع نحل تلك الخليّة؛ حبّا ليعسوبها، وإذا هلك الملك هلك جميع الطّرد، وإن خرج الملك طلبه الطرد حتى يجده بمعرفة رائحته.

والعسل الحسن: عسل الفراخ؛ لقلة تجربتها؛ وذلك أنّها متبدئة، فلا تترك غاية.

وإذا خرجت الفراخ الحدث، ابتدأت في العمل بعد ثلاثة أيام.

وإذا أرادوا إدخال الفراخ الخليّة دلّكوا باطنها بورق طيّب الرائحة لعجبها به، لأن النّحل تعجب بالرائحة الطيبة، وتكره الرائحة الخبيثة؛ ولذلك ربما كرهت خليتها، وهمّت بتركها، وعلامة ذلك أن يتعلّق بعضها ببعض، فإذا رأى القوم ذلك عرفوه، فنضحوا داخل الخلية بشراب حلو فتألفها؛ وإذا دهن إنسان يده بدهن كريه الرائحة ثم أدناها إلى النّحل لم تلسعه.

وفراخ النحل أزعر «1» من الأمّهات، والأمّهات زغب «2» الرّقاب، قرع الرؤوس، وفي رؤوسها قبح.

والنحل تسمّى أول ما تخرج فراخها: «المراضع» . وتسمّى الفراخ:

«الرّضع» ، وليس ثمّ رضاع، وإنما هذه استعارة، وإذا تمّت الفراخ نحلا، قيل:

هى نحل أبكار، إلى أن تفرخ.

ومنه كتاب الحجّاج بن يوسف الثقفى إلى عامله بفارس «أن ابعث إلىّ بعسل خلّار «3» ، ومن النّحل الأبكار، من الدستفشار «4» الذى لم تمسه النار» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015