رسائل المقريزي (صفحة 268)

قال ابن سينا «1» : «وقد قاتل النحل نحلا غريبا زاحمها في الخليّة وكان رجل يعين النحل الأهلىّ فلم تلسعه البتة» «2» .

والنحل إذا قويت على شىء لسعته أبدا حتى يموت أو يهرب، ولذلك احتالت الشارة لها بالدّخان حتى جلوها به، ووصلوا إلى العسل.

قال أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا في كتابه (الشفاء) : «وإذا لدغت النحلة حيوانا وخلّفت الإبرة فيه ماتت؛ وربما قتلت النحلة من تخلّف فيه الإبرة، وقد قتلت فرسا» قال: «وقد أخبرت بقرية فيها خلايا النّحل، أنهم غزوا مرة، وكاد الأكراد ينهبونهم، فسلّطوا عليهم النحل، فهزمت النحل أولئك الأكراد لسعا لهم، ولدوابّهم» «3» .

والنّحل إذا لسعت شيئا، فنشبت حمتها فيه لم تستطع رجع حمتها فتنصل، فإذا نصلت حمتها ماتت.

والحماة: الشّعر في أذنابها، التى بها تلسع؛ وهى إذا شاءت أخرجتها، وإذا شاءت ردتها.

وإنّما الحمة في العربيّة: السمّ، إلّا أنّ العامة تسمّى ذلك الشّعر حماة.

قال ابن سينا: «لا يبعد أن تكون إبرة النّحلة- مع أنها سلاح- نافعة في إحالة جوهر الرّطوبات إلى العسلية، بأن تأتيها وترسل فيها قوة ما» «4» .

وإذا دخّن عليها، فأحسّت بأنّه يوخذ ما في بيوتها من العسل بادرت إلى أكله، فتأكله أكلا ذريعا، حتّى لو أمكنها استنفاده لفعلت.

وفي ذكور النّحل صنف تخاتل «5» ، فتدخل في بيوتها، فتأكل العسل، وتسمّى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015