«اللصوص» ، فإذا قدرت النحل عليها، أو ظفرت بها في مثاويها «1» قتلتها. ولا تخلو مثاويها- إذا سرحت- من حفظة منها تكون فيها.
وإذا كان النحل كريما لم يترك في الخلية هامّة «2» تضر بالشّهد إلا قتلها أو أخرجها؛ وأما غير الكريم فإنّه يتوانى، ويتغافل ويترك أعماله تفسد، وتهلك.
ويعرض للخلية من بطالة النحل وتهاونها رائحة منتنة جدّا، فتفسد.
وجنس النحل ألطف أجناس الحيوان كلها، ولذلك تكره كلّ رعى يكون منتنا، أو زهم «3» الرائحة؛ ولا تقرب الأنتان والأقذار، وتكره أيضا الروائح الزهمة، والأدهان، وإن كانت عطرة، وتلسع المتدهّن إذا دنا منها.
وتوافقها الأصوات اللذيذة المطربة، ولا يضررن بشىء من معايش الناس.
والنحل يحب الصّعتر «4» ، وأجوده الأبيض.
والنحل تستتر عن الريح، وتشرب الماء الصّافى، ولا تشرب إلا بعد إلقاء التّفل.
والنحلة ذبابة ذات حمة، وألسنة.
وبهذا العضو توصّل جميع أجناس الأذية إلى غيرها، وبه توصّل أيضا الطّعم إلى أجوافها، لأن طعمها ليس سوى الرّطوبات؛ فبهذا العضو تمتصّها، ثم تردّ ألسنتها تلك في أوعيتها من أفواهها؛ وسمّيت ألسنة؛ وليست بألسنة، ولا خراطيم، ولكنّها بالألسنة أشبه.
وإذا ترشّفت النحل تلك الحلاوة من الأزهار، والأنوار، فجمعتها في صدورها، أقبلت إلى الشهد فأتاعته- أى: أفرغته، فى نخاريبه، والنخاريب «5» :