النجس ما يخرج منك، إنما النجس كلمة تخرج من فيك» فإن هذا لا يقتضى ما زعموه، إنما فيه شناعة الكلام الخبيث لا حجة لهم غيرها، وقد بسطت الكلام في حواشى الإنجيل عليها بما لا يرده إلا جاهل أو معاند.
وقوله: «ريشه كثير ووبره غزير» إشارة إلى كونه يتكون عنه ما يلبسه الإنسان من القطن والكتان ونحوهما من الثياب يقال لها: ريش ورياش، وهما قراءتان في قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى
«1» .
فقرأ الجمهور من الناس «وريشا» ، وقرأ الحسن «2» وعاصم «3» وجماعة «ورياش» بألف بعد الياء، وقال الكلبى «4» : لباس التقوى: العفاف «5» .
وقيل في قوله تعالى: أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً
أنزلنا من السماء ماء فأنبتنا به لباسا، وبهذا يتبين معنى قوله: ووبره غزير.
وقوله: «طعامه الجوز والعسل» :
معناه: من طعامه الذى يتكون في الأرض عقيب ريها منه مما يطعمه الناس الجوز والعسل.
وقوله: «وبه يضرب المثل» يريد: معنى قولهم هو أعذب من الماء، هو أصفى من الماء، هو ألذّ من الماء عند الظمآن، ونحو ذلك، على ما تضمنه «كتاب الأفعال»