الأرض، وفي الحقيقة إنما هو طرفه الآخر، وذكر الذنب أيضا إنما يكون من باب الاستعارة، وإذا بالذنب الطرف.
وقوله: «وعينه في موضع قتبه «1» » معنى مستغلق شرحه أن الماء إذا اجتمع فى موضع ثم سقط فيه المطر انتشر في أعلاه- أعنى سطحه- شىء مستدير يقال لما كان مثله في الخمر عند من لها أحباب، ولله در أبي الحسن بن هانئ الحكمى حيث يقول:
كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء «2» در على أرض من الذهب
فاستعار الغيث لما يتكون في سطح الماء الذى هو ظهره في تلك الهيئة، وشبه تلك الفواقع التى حدثت في الماء بالعيون وهى شبه تلك الفواقع التى حدثت في الماء بالعيون، وهى شبه بالحدقة ومقلة العين فلذلك قال: وعينه في موضع قتبه، ولم يقل: وعينه في قتبه تحقيقا للاستعارة، وناسب ذكر القتب دون ما سواه آلات الدواب كالسرج والإكاف «3» ونحوهما شيئين أحدهما: «أن البعير الذى القتب آلة لظهره يشبه بالسفن، ففى الأمثال «الإبل سفن البر» ، ويؤخذ هذا المثل من القرآن الكريم، قال الله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ
«4» والضمير في قوله: مِنْ مِثْلِهِ
يعود إلى الفلك وهو معنى حسن، والثانى: أنه لا يوجد في الدواب ما يوقر «5» وهو بارك ثم يثور بحمله سوى البعير، قال الله تعالى: وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ
«6» يعنى- والله أعلم- الإبل، فشابه البعير- من هذه الحيثية- السفن؛ لأنها تحمل من الأثقال ما لا يحمله سواها مما أعد للحمل.
وقوله: «ويسمع بأذن واحدة، ويبصر بعين زائدة» .