المؤمنين عبد الله بن مروان، فقال: «ما تبقى من سنة الفاسق أو المنافق شيئا» فغيرها.
فلما استوثق الأمر لعبد الملك بن مروان بعد مقتل عبد الله ومصعب ابنى الزبير فحص عن النقود والأوزان والمكاييل، وضرب الدنانير والدراهم في سنة ست وسبعين من الهجرة فجعل وزن الدينار اثنين وعشرين قيراطا إلا حبة بالشامى، وجعل وزن الدرهم خمسة عشر قيراطا سوى، والقيراط أربع حبات، وكل دانق قيراطين ونصفا.
وكتب إلى الحجاج وهو بالعراق أن اضربها قبلى، فضربها وقدمت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبها بقايا الصحابة رضى الله عنهم أجمعين، فلم ينكروا منها سوى نقشها، فإن فيها صورة، وكان سعيد بن المسيب- رحمه الله- يبيع بها ويشترى ولا يعيب من أمرها شيئا.
وجعل عبد الملك الذهب الذى ضربه دنانير، على المثقال الشامى وهى الميالة الوازنة المائة دينارين، وكان سبب ضرب عبد الملك الدنانير والدراهم كذلك أن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان قال له: يا أمير المؤمنين، إن العلماء من أهل الكتاب الأول يذكرون أنهم يجدون في كتبهم أن أطول الخلفاء عمرا من قدس الله تعالى في درهمه، فعزم على ذلك ووضع السكة الإسلامية.
وقيل: إن عبد الملك كتب في صدر كتابه إلى ملك الروم: قل هو الله أحد، وذكر النبى صلى الله عليه وسلّم في ذكر التاريخ، فأنكر ملك الروم ذلك، وقال: إن لم تتركوا هذا وإلا ذكرنا نبيكم في دنانيرنا بما تكرهون، فعظم ذلك على عبد الملك واستشار الناس، فأشار عليه يزيد بن خالد بضرب السكة وترك دنانيرهم.
وكان الذى ضرب الدراهم رجل يهودى من تيماء: يقال له سمير نسبت الدراهم إذ ذاك إليه، وقيل لها: الدراهم السميرية «1» .
وبعث عبد الملك بالسكّة «2» إلى الحجاج فسيّرها الحجاج إلى الآفاق لتضرب