فأنزلهم ببلبيس وأمرهم بالزرع ونظر إلى الصدقة من العشور «1» فصرفها إليهم فاشتروا إبلا فكانوا يحملون الطعام إلى القلزم فكان الرجل يصيب في الشهر العشرة دنانير وأكثر ثم أمرهم بشراء الخيول فجعل الذى يشترى المهر لا يمكث إلا شهرا حتى يركب وليس عليهم مؤنة في أعلاف إبلهم ولا خيلهم لجودة مرعاهم، فلما بلغ ذلك عامّة قومهم تحمل إليهم خمسمائة أهل بيت من البادية فكانوا على مثل ذلك فأقاموا سنة فأتاهم نحو من خمسمائة بيت من البادية فكانوا على مثل ذلك، وبلبيس ألف وخمسمائة أهل بيت من قيس، حتى إذا كان في زمن مروان ابن محمد وولى الحوثرة بن سهيل الباهلى مصر، أشالت إليه قيس فمات مروان وبها ثلاثة آلاف أهل بيت ثم توالدوا، وقدم عليهم من البادية من قدم، فأحصوا في ولاية محمد بن سعيد فوجدوا خمسمائة ألف ومائتين ما بين صغير وكبير.
وفي هذه القبيلة قبيلة سليم بطون وأفخاذ وعشائر كبنى ذكوان وهلال وعوف والحرث ورفاعة وعصبة وظفر وعميرة وبهز وغيرهم، ومساكن سليم هذه ببرقة مما يلى مصر، وكانت في غالبة نجد بالقرب من خيبر ومنها حرة بن سليم وحرة النار بين وادى القرى وبنها ثم تحولوا إلى مصر وأفريقية ولم يبق لهم عدد ولا بقية في بلادهم وصار لهم بأفريقية عدد عظيم، فمنهم بها بنو الشريد لهم صولة وشوكة، وبنو زغب بن مالك بن بهتة كانوا بين الحرمين فصاروا إلى أفريقية في جوار إخوانهم بنى رباب بن مالك ثم صاروا في جوار بنى كعب، ومن سليم: بنو رباب من مالك ينزلون ما بين قابس وبرقة وهم ببرقة بجوار هيب، ومنهم بنو سليمان بن ذياب في جبهة فزان وودان وروساد- باب الآن ما بين طرابلس وقابس، وبينهم بنو صابر والمحامد بنواحى قابس وبينهم في بنى رجاب بن محمود، ومن سليم بن عوف بن بهثة أخوة عوف بن بهمه ما بين السدرة من برقة إلى حدود إسكندرية، وبنو أحمد منهم، منهم باجد أبيه لهم عدد ويرجعون إلى شماخ ولها العز في هيب، ومن هيب: سيال ومحارب ورياستهما في بنى عزاز ولهيب في سليم عزة لاستيلائهما على أقليم طويل خرّبت مدته وصارت ولايته لأشياخهم ونحت أيديهم