بالاختبار في جميع العالم، ويؤيده فينا أن المناظرات بين الفريقين قد كثرت وتعددت في الأجيال الماضية وفي جيلنا مرارًا لا يحصيها إلا الله تعالى، وقد أُلِّف فيها كتب كثيرة من بسيط ووسيط ووجيز، فلم تزد السواد الأعظم من الفريقين إلا تعصبًا لمذهبه وصدودًا عن مذهب الآخر، فكانت مفرقة لا جامعة ومبعدة لا مقربة؛ وإنما تفيد المناظرات أفرادًا من مستقلي الفكر في طلب الحق، غير المقيدي الفكر والوجدان بالإذعان لمذهب معين لا ينظر إلى غيره إلا بعين العداوة والبحث عما يفنده به ولو بالتأويل والتحريف وترجيح مذهبه عليه بمثل ذلك، وبالأقيسة المؤلفة من الخطابيات والشعريات المبنية على الظني وما دون الظني من الروايات، ووصفها بالبراهين العقلية، كما يراه قارئ هذه الرسالة في تصوير مناظرنا لتلقي علي عليه السلام للعلم من النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وبعدها بأنه كان كتلقي تلاميذ المدارس الفنية الدنيوية للفنون فيها بحفظ المتون والقواعد الرياضية من حساب وهندسة ومساحة وفلك، واللغوية والعقلية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015