برجوع أحدهما إلى مذهب الآخر الذي هو سبيل المؤمنين عنده، ومن لم يتبعه يكون غير متبع لسبيل المؤمنين، وأنه يجب على الآخر حينئذ عداوته في الدين، وعدم الاتفاق معه على شيء ولو كان دفع عدو لهما كليهما، بل إن شأنهما أن يعين كل منهما عدو الآخر عليه، وكذا عدوهما كليهما، أي أن مظاهرة عدو الدين والوطن والاتفاق معه، أولى من مظاهرة عدو المذهب والاتفاق معه.

2- أن الوسيلة الموصلة إلى هذه هي سعي علماء الدين من الفريقين إلى إزالة أسباب هذا الخلاف بالبرهان، وإصغاء كل منهما إلى حجة الآخر في المناظرة، وتحكيم أهل الفضل والإنصاف بينهما فيما لا يتناصفان فيه.

فأنا قبل الدخول في هذه المناظرة، أقول: إن أهل السنة ينكرون توقف الاتفاق على ما ذكر، وإن العقلاء من جميع الأمم ينكرون إفضاء المناظرات الدينية والمذهبية إلى رجوع أهل المذهب الذي يغلب عالمه في المناظرة إلى مذهب الغالب كما يعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015