كما تقدم شرحه (?) ، وثَبَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كعادته، وثبت معه من كان قريباً منه من أهل بيته وغيرهم من كبار المهاجرين الذين لم يكونوا يفارقونه، كأبي بكر وعمر وابن مسعود رضي الله عنهم. (?)
وقد صرح ابن مسعود بأن الذين ثبتوا معه صلى الله عليه وسلم كانوا ثمانين رجلاً كما تقدم، ومن عدهم أقل من ذلك فإنما عد من رآه بالقرب منه، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ.
وليس معنى هذا: أن سائر الجيش قد انهزم جبناً وترك الرسول وهو يعرف مكانه عمداً، بل وَلَّى الجمهور مدبرين بالتبع للطلقاء (?) والأحداث (?)
الذين فروا من رشق السهام، وأكثر هذه الألوف لا يعرف مكانه عليه الصلاة والسلام، كما عرف هؤلاء الذين كانوا حوله صلى الله عليه وسلم ولما علم سائر المسلمين ولا سيما الأنصار بمكانه صلى الله عليه وسلم من نداء العباس رضي الله عنه أسرعوا في العطف والرجوع. هذا ما رواه المحدثون والمؤرخون.