وأما الروافض فأنهم يطعنون كعادتهم في جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعمون أنهم فروا كلهم جبناً وعصياناً لله وإسلاما لرسوله إلى الهلكة، واستحقوا غضبه تعالى ووعيده الذي تقدم في سورة الأنفال، إلا نفرا قليلا لا يتجاوزون العشرة يزعمون أنهم ثبتوا بالتبع لثبات علي كرم الله وجهه، وأنه هو الذي ثبت وحده بنفسه، وأنه لولاه لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وزال الإسلام من الأرض!!
ذكرنا في آخر تفسير الآيات الأربع الأولى من هذه السورة كتاباً لبعض علماء الشيعة المعاصرين كبر فيه مسألة تلاوة علي أوائل هذه السورة على المشركين سنة تسع، وصغر إمارة أبي بكر على الحج وفندنا شبهه في ذلك.
وقد كَبَّرَ صاحب هذا الكتاب ثباتَ علي رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم في حنين أضعاف ذلك التكبير، وحقر سائر الصحابة أقبح التحقير، وزعم أن عمر بن الخطاب قد فر في ذلك اليوم مع الفارين وهم بزعمه جميع المسلمين، وإلا علياً وثلاثة رجال - وقيل: تسعة - ثبتوا بثباته.