أجوس خلال الطرقات إذ شاهدت برجاً مرتفعاً، وبأعلاه ساعة عظيمة، وكلما ضرب ناقوسها إشارة إلى تمام ساعة زمنية يخرج منها تمثال ديك يصيح،
وكثير من تماثيل الدب بهيئة مضحكة.
ثم حركت الأقدام إلى الشاطئ الثاني من نهر آر المحيط حول تلك المدينة، ومنه عاينت منظراً عجيباً ألا وهو منظر الجبال الشامخة جبال الثلوج، وشاهدت في ذلك الموضع جُباً واسعاً، قد أعدته الحكومة للدب، وفيه عدد عظيم منه، لها خدمة مخصوصون يأتونها بالأكل والماء، وحكمة ذلك كثرة وجود الدب في ضواحي هذه المدينة، وللعامة شغف كبير به.
ولما نلت من مشاهدة تلك المدينة ما نلت، بارحتها في أسرع قطار في الآفاق طار، ولم يزل يزج بنا في أودية مونقة، بين أشجار مورقة، حتى حط بنا في قرية يقال لها تون، ومنها بدون ما واسطة نزلنا سفينة بخارية على بحيرة تدعى تونرزيه ومعناها بحيرة تون وهي من أعظم بحيرات سويسرا. طولها 18 كيلومتراً، وعرضها 3 كيلومترات، وأعظم عمق بها 216 متراً.
وحينما شقت تلك الجارية بنا حباب الماء، وذهبت بقلاعها نحو السماء، عرضت علينا الشواطئ منظرها الرائق، وحسنها الشائق، وقد انتثرت عليها أخصاص ساكنيها، ومنازل نازليها، ثم أخذت تلك الشواطئ ارتفاعاً تدريجياً حتى توسطنا