كان طوله أربعة أذرع وعرضه ذراعان إلا ربع، فيجلس فيه يعبد الله، كان يقوم بحمد الله وتقديسه ويفكر ويتدبر في القدرة الإلهية (?) وكان لا يرجع إلى المدينة حتى ينفد منه الماء والسويق (?).
حين بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من عمره أربعين (?) سنة قمرية ويوما، وكان ذلك يوم الاثنين التاسع (?) من ربيع الأول في العام الواحد والأربعين من ميلاده - صلى الله عليه وسلم - الموافق للثاني عشر من فبراير عام 610 م، أتاه الروح الأمين بأمر النبوة من عند الله، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - آنذاك في غار حراء.
قال الروح الأمين: يا محمد! أبشر، فأنت رسول الله وأنا جبريل (?).
ورجع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد هذا الحادث إلى البيت فورا ورقد وطلب من زوجته أن تزمله، وحين هدأ قليلا قال لزوجته إنني أرى أمورا أخاف منها على نفسي (?).
قالت خديجة رضي الله عنها: لا، علام الخوف، إني أراك تصل الرحم، وتصدق الحديث، وتأخذ بيد الأرامل واليتامى والمحتاجين، وتكرم الضيف، وتعين المصابين، فالله لن يخزيك أبدا (?).
وأرادت خديجة رضي الله عنها أن يطمئن قلبها فذهبت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ابن عمها ورقة بن نوفل (?).