رحمه للعالمين (صفحة 42)

وسبق أن ذكرنا في مقدمة هذا الكتاب أن النصرانية كانت قد وصلت إلى الجزيرة العربية بجهود النجاشي وقيصر، ولهذا وجد في الجزيرة العربية قبيل بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - أناس استفادوا من المعلومات المتوفرة لدى علماء اليهود والنصارى، فتركوا دين الجاهلية وظلوا يخبرون الناس بأن رسولا سيظهر قريبا يغلب إبليس وجنوده، والمشتهر من بين هؤلاء الناس عثمان بن حريث، وعبيد وزيد بن عمرو، وورقة بن نوفل.

وكان زيد بن عمرو عم عمر الفاروق هو الذي خرج مسافرا بعيدا بحثا عن الرسول الموعود، وحين عرف آخر الأمر أنه سيولد في مكة، بقي ينتظره إلى أن توفي.

شهادة العالم النصراني ورقة بن نوفل على نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

قص النبي - صلى الله عليه وسلم -، بناء على طلب خديجة رضي الله عنها، على ورقة بن نوفل حادثة نزول جبريل وكلامه، فقال ورقة على الفور: إنه الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام، ياليتني كنت شابا ياليتني أكون حيا حين يخرجك القوم.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أومخرجي هم؟ قال ورقة: نعم. لم يأت أحد قط في هذه الدنيا بمثل هذا التعليم إلا عودي في البداية، ليتني أبقى حيا حتى الهجرة فأنصرك نصرا عظيما (?).

وبعد أيام (?) جاء الملك فأقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لم يتعلم القراءه والكتابة بعد، اسم الله وكلامه المبارك الذي هو مفتاح كل علم وخزانة كل حقيقه. أقرأه الروح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015