وتصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - بذكائه وتفهمه للأمور فأرضى الجميع بتصرفه الحكيم، إذ بسط رداءه ووضع عليه الحجر وطلب من رئيس كل قبيلة أن يقبض على طرف ردائه، ولما انتهوا إلى موضع الحجر، رفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعه في ركن الكعبة حيث يكون بدء الطواف حولها -.
وهكذا قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتصرفه الحكيم والبسيط على حرب دامية، فقد كان العرب في تلك الأيام يتقاتلون على أتفه الأسباب كسقي الإبل، وسباق الفرس، وتفضيل قوم على قوم في الشعر، وقد لا تنتهي مثل هذه الحروب طوال عشرات السنن.
قبل البعثة بسبع سنوات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشاهد نورا ولمعانا (?) وطالما كان يفرح حين يشعر بهذا النور (?)، لم يقترن هذا النور بصوت أو بصورة، وكلما قرب زمن البعثة كلما مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى العزلة والخلوة، فكان - صلى الله عليه وسلم - يحمل معه في معظم الأحيان الماء والسويق ويذهب إلى مكان في جبل (?) يبعد عن المدينة عدة أميال يقال له غار حراء،