من قصاصها ما داموا تحت نيرها، لأن الباب مسدود بواسطة ما أنا عازم على شرحه. ويه.. ويه..! يا أسفاه.. يا حسرتاه، لأن الهيكل الذي عمّره سليمان الذي هو مثال القبّة الموسوية مع المذبح اللذين لا تكون هذه القرابين إلا بهما قد خربا وانهدما، والذبائح والقرابين مع الكهنة ورؤساء الكهنة الذين كانوا يعملونها في الهيكل والمذبح للفداء والتطهير مع باقي ما ذكرناه من النبوة والملك والأسباط ومتعلقاتهم قد اضمحلوا وتلاشوا وما بقي لهم أثر بالكلية، فمن انعدام ما ذكرناه إفرادا وإجماعا، وبطلانه ما عاد يمكن للباقي من الشعب الإسرائيلي التخفف من الخطايا ومن المرتب عليهم من القصاصات. لا، بل وممتنع عليكم يا أحبائي التقرب إلى الله، بحيث التزمتم تبعة لعنات شريعتكم التوراتية مع عدم مكنتكم أيضا التطهيرات المربوطة عليها، وهذا القول ليس هو قولي ولا يجوز عندي أن ألعن، بل هي لعنات شريعتكم وتوراتكم....

وخامسها: يا أحبائي، ليس خافيكم أن في الزمان الماضي قد جاء سيدنا عيسى فاستكبرتم ... وقد وعد سيدنا عيسى بمجئ محمد وأشار إليه بإشارات كثيرة. إنه قد سماه «الفارقليط» وهي كلمة يونانية، وترجمتها للعربي الداعي، وبسبب هذه الإشارات أسلم عبد الله بن سلام وكعب الأحبار وغيرهما كثير.

وسادسها: وإذ رأى الأحبار والحاخاميم الكثير من جماعتهم اليهود الموجودين في تلك الأعصار تابعين لدين هذين الرجلين النبيين العظيمين، وما بقى عندهم إلّا القليل من الناس كما هو مشاهد، فقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015