شرعوا في عمل تحريفات وتأويلات وتفسيرات مخالفة لمضامين الشهادة الواردة في التوراة بحقهما. واخترعوا آراء مستحدثة، حتى قد رأوا أن يبقوا الباقين في دينهم إلى الآن. ومع ذلك لما كنت أتردد عندكم كنت أرى أن بعضا منكم مذبذبين ومنقسمة آراؤهم في الكثير مما ذكرته، وهم من الناس العقلاء، وبعض منهم عارفون الحق ولكنهم مربوطون في وظائفهم الدينية والأموال والأولاد والعيال، وبعضهم مغفّلون غير مبالين من دخولهم تحت هذه اللعنات المذكورة التي يلتزم الدخول تحت نيرها جمهورهم بلا محالة بحيث لا يمكنهم عمل الوصايا المربوطة على من لم يعملها هذه اللعنات، مع عدم إمكان عمل الوسائط بالقرابين التي كانت تخلّص الناس منها.
ثم ومن أقوى هذه الآراء المستحدثة قد اخترعوا لهم رأيا أبتر ليس له سند من التوراة مطلقا، لا من موسى ولا من موسى وهو التقميص.
أعنى أن الإنسان اليهودي عندما يموت وهو غير مكمل الوصايا المشروحة، ومدين إلى الكثير منها ووقع تحت هذه اللعنات فيلزمه الرجوع للدنيا ثاني مرّة أو ثالث مرة أو إلى أكثر من ذلك إلى أن يكمل كل الوصايا ويتخلص من جرثومة هذه اللعنات رويدا رويدا، ثم لما فحصت ودققت واتصلت إلى معرفة هذه القواعد الدينية ورأيت أنها حديثة ولا سند لها من التوراة قلت لنفسي: ويه! ويه! ما الذي يحملك على القعود في هذه الشريعة ...
وسابعا: أني قلت لنفسي: يا ترى ما الذي يمنعني من اتباع الحق؟
فقلت: لا مانع