يهود العجم والقرائين في نواحي أذربيجان وما والاها، اعتقادا منه أنهم أكثر سذاجة من سائر اليهود، وذكر في كتابه أنه قائم على إنقاذهم، وخاطبهم بأنواع المكر والخديعة. فمن بعض فصول كتبه التي يقول ابن عباس أنه رآها، ما هذا معناه: «ولعلكم تقولون: هذا لأي شيء قد استفزنا، لحرب أم لقتال؟ .... لا. لسنا نريدكم لحرب ولا لقتال. بل لتكونوا واقفين بين يدي هذا القائم، ليراكم هناك من يخشاه من رسل الملوك الذين ببابه ... وينبغي أن يكون مع كل واحد منكم سيف أو غيره من آلات الحرب، يخفيه تحت أثوابه» «1» .
ويستمر ابن عباس في روايته، إن يهود الأعاجم وأهل نواحي العمادية (كذا) وسواد الموصل قد استجابوا إلى دعوة داود، ونفروا إليه بالسلاح المستتر، حتى صار عنده منهم جماعة كثيفة. وكان الوالي لحسن ظنه به يظن أن أولئك القادمين إنما جاءوا لزيارة ذلك الحبر الذي قد ظهر لهم، بزعمه في بلده إلى أن تكشفت له مطامعه، وكان حليما عن سفك الدماء، فقتل صاحب الفتنة المحتال وحده. أما الباقون فتناجوا مدبرين، بعد أن ذاقوا وبال المشقة والخسارات والفقر.
ثم ينتقل السموأل بن يحيى بن عباس إلى حديث لم يتطرق إليه بنيامين، ونعني به أثر هذه الفتنة التي قامت في العمادية، في يهود بغداد وصداها بين عامتهم، فيقول: