بحركته في حدود هذه السنة «1» أما السموأل بن عباس فيكتفي بالقول «وهو جرى في زماننا» أي قبيل اعتناقه الإسلام سنة 1162 م. وإذا كان بنيامين وابن عباس يتفقان في منشأ هذه الفتنة وأسبابها، فإنهما يختلفان في أسلوب روايتها. فالأول ينسب إلى ابن الروحي الخوارق والمعجزات، في حين يتحامل الثاني عليه بالطعن والمذمات. أما وقد طالع القارئ رواية بنيامين في متن الرحلة (ص 154- 157) نرى من المناسب أن نلخص فيما يلي رواية ابن عباس، لتكوين فكرة شاملة عن مسيح العمادية الدجال:
نشأ داود بن سليمان المعروف بابن الروحي في سواد الموصل قرابة منتصف القرن السادس للهجرة (الثاني عشر للميلاد) . وكان شابا وسيما ذا جمال في صورته. فلما بلغ أشده انتقل إلى بغداد حيث تفقه بعلوم اليهود في مدارسهم الكبرى، كما برع في علوم العرب ولغتهم، يضاف إلى ذلك، على قول بنيامين، إتقانه فنون السحر والشعوذة.
ومن ثم عاد إلى العمادية حيث اتصل بصاحب قلعتها فأصبح من أصدقائه المقربين، لتوهم الوالي فيه ديانة كان يتظاهر بها. فطمع هذا المحتال في جانب الوالي واستضعف عقله فتوهم أنه يتمكن من الوثوب على القلعة وأخذها، وأنها تبقى له معقلا حصينا، ودخل في روعه أنه المسيح المنتظر. فكانت أول خطوة اتخذها لتحقيق غايته أنه كتب إلى