«ولما وصل الخبر إلى بغداد، اتفق هناك شخصان من محتالي اليهود ودواهيهم، فرووا عن لسان داود كتبا إلى يهود بغداد، يبشرهم بالفرج الذي كانوا قديما ينتظرونه، وأنه يعين لهم ليلة يطيرون فيها أجمعين إلى بيت المقدس. فانقاد إليهما بعض السذج من اليهود وذهبوا بأموالهم وحليهم إلى ذينك الشيخين، ليتصدقا به على من يستحقه بزعمهما. وصرف اليهود جل أموالهم في هذا الوجه. واكتسوا ثيابا خضراء. واجتمعوا في تلك الليلة على السطوح، ينتظرون الطيران.
بزعمهم، على أجنحة الملائكة إلى بيت المقدس وارتفع من النساء بكاء على أطفالهن المرتضعين، خوفا أن يطرن قبل طيران أولادهن، أو يطير أطفالهن قبلهن، فيجوع الأطفال بتأخر الرضاع عنهم. فتعجب المسلمون هناك مما اعترى اليهود حينئذ، بحيث أحجموا عن معارضتهم، حتى تنكشف آثار مواعيدهم العرقوبية. فما زالوا متهافتين إلى الطيران إلى أن أسفر الصبح عن خذلانهم وامتناعهم، ونجا ذانك المحتالان بما وصل إليهما من أموال اليهود وانكشف لهم وجه الحيلة؛ فسموا ذلك العام «عام الطيران» وصاروا يعتبرون به سنين كهولهم والشبان» .
هذه هي خلاصة ما يرويه السموأل بن عباس عن فتنة داود بن الروحي. أما عن عاقبة هذا الدجال فهناك روايات متباينة. فابن عباس يقول: إنه مات مقتولا بيد صاحب العمادية. ويروي بنيامين أنه قضى مذبوحا بيد حميه أثناء ما كان غارقا في نومه. وهناك رواية منسوبة لموسى بن ميمون مفادها أن داود الداود (كذا) عند ما انكشفت حيلته