إذا علمنا أنّ زيادة الإنجاب هى توجّه يهودي كما كان في وقت من الأوقات توجها إسلاميا، مع فارق غير كبير في العوامل الكامنة خلف هذا التوجّه، ففي حالة المسلمين تروى أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحث على التناكح لأنّه يؤدي إلى التناسل، مما يجعل النبي صلى الله عليه وسلم يباهي بالمسلمين الأمم يوم القيامة، وبصرف النظر عن إساءة التفسير فقد ظل هذا بالإضافة لطبيعة الاقتصاد الزراعي قبل الميكنة عاملا موجها، أما في حالة اليهود فقد كان إحساسهم بقلة عددهم وأنهم شعب مختار دافعا لهم للتناكح والتناسل، لكنه لم يؤت النتيجة المرجوّة ربما بسبب التزاوج الداخلي أي داخل الجماعة العرقية الواحدة، لكثرة الخلافات العقائدية بين اليهود مما يجعل كل جماعة لا تعترف بالزواج الشرعي أو التلمودي من كثير من الجماعات أو الأعراق اليهودية الأخرى، مما جعل أحد الباحثين اليهود يتوقّع انشقاقا عرقيا أو قيام مجتمعين منفصلين داخل كيان إسرائيل بسبب نظم الزواج «1» والملحوظة الثالثة هي أنه ربما كانت هذه الأرقام التي ذكرها بنيامين غير حقيقية أو أنها مكوّدة؟ أو مشفرة بحيث لا يفهمها إلا اليهود، ذلك أن كتابه هذا لا يمكن أن يدخل في أدب الرحلات بمعناه المتعارف عليه، فالرجل كما سبق القوّل لا يرى في المناطق التى زارها إلا اليهود، ولم يسجّل تقريبا إلا أعدادهم وما