بقية البدن؛ ولذلك إذا قطعت يد السارق طهر جميع بدنه من النجاسة المعنوية الروحية التي لطخته بها تلك اليد الخائنة، وقد ثبت في الصحيحين (?) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن الحدود الشرعية كفارات ومطهرات من تلك الرذائل كما هو معروف.

ومحافظة دين الإسلام على جلب المصالح معروفة، ألا ترون أن أطول آية في المصحف الشريف هي آية الدَّين؟ فانظروا كيف علَّم الله خلقه فيها كتابة الوثائق وإشهاد البينات؛ لئلا يضيع كبير ولا صغير من أموالهم، وفتح لهم الأبواب، ورسم لهم الخطط الحكيمة لاستجلاب ما ينفعهم من جميع النواحي، وأمرهم بمكارم الأخلاق وحسن المعاملات، وبين لهم أصول الاقتصاد.

ومن المعلوم عند جميع العقلاء أن مسائل الاقتصاد راجعة إلى أصلين:

الأول: حسن النظر في طريق اكتساب المال.

والثاني: حسن النظر في صرف المال في مصارفه.

والدين يوضح ذلك كله على ضوء تنظيم خالق البشر لوجوه الاكتساب ووجوه الصرف في حدود معروفة معينة، فيمنع الاكتساب المنطوي على ما لا ينبغي، كقوله: {وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275] ومنع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015