ومحافظته على الأنساب معروفة ولأجلها شرع تحريم الزنا لئلا تختلط أنساب المجتمع، وأوجب الحد فيه {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)} [الإسراء: 32] {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا} [النور: 2] ومن أجل المحافظة على النسب أوجب العدة على النساء عند المفارقة لئلا يختلط ماء رجل بماء رجل آخر في رحم امرأة {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228] {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ} الآية [البقرة: 234] ومن أجل ذلك منع سقي زرع الرجل بماء غيره، فمنع نكاح الحامل حتى تضع حملها {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4].
ومحافظته على الأعراض معروفة، ومن أجلها شرع حد القذف مع رد شهادة القاذف والحكم بتفسيقه {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إلا الَّذِينَ تَابُوا} [النور: 4، 5].
ومحافظته على المال معروف، ومن أجلها أوجب حد السرقة {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيدِيَهُمَا} الآية [المائدة: 38] فتلك اليد التي خلقها الله وجعلها ببديع صنعه في غاية الاستعداد إلى مزاولة الأعمال النافعة لتكون أداة فعَّالة في نفع الدنيا والآخرة لما مدت أصابعها الخائنة الخسيسة إلى هذه الرذيلة التي هي في غاية الانحطاط والخسة أمر الله بإزالتها كعملية تطهيرية كإزالة عضو فاسد لتصح بإزالته