الله عليهم- كانوا يختلفون في بعض المسائل، ولا يؤثر هذا على الاتحاد والجماعة، والأئمة الأربعة رضي الله عنهم مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد يختلفون في بعض المسائل، وذلك لا يؤثر على الألفة والاتحاد. لأن اختلاف وجهات النظر في الفروع لا يؤثر، ولا يتخذه سببًا للافتراق إلّا الجهلة، أنها أهل العلم فهذا لا يؤثر عندهم، ولا يفكّك الأخوة الإسلامية السامية.
ونحن دائمًا نضرب المثل لهذا بصورة هذه الصّورة: أنّه ثبت في صحيح البخاري -وهو أصحّ كتاب بعد القرآن- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لمّا أراد أن يغزو يهود بني قريظة قال: "من كان سامعًا مطيعًا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة" (?) فأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فهموا هذا النص، ولكن اختلفت وجهات نظرهم في فهمه، فقومٌ قالوا: مراد النبي: أننا نسرع إلى خيبر، وليس مراده تأخير الصلاة، فصلوا وأسرعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقومٌ آخرون من الصحابة وقفوا مع ظاهر اللفظ ولم يصلّوا العصر إلا بعد العشاء في بني قريظة، فاجتمع الجميع عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليل بعد العشاء وقد اختلفوا قوم صلّوا في الطريق، وقوم لم يصلوا إلا بعد العشاء، وهذا خلاف، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وفّق الجميع وصوّبهم، ولم ينتقد على هذا ولا على هذا، وهو -صلوات الله وسلامه عليه- لا يقرّر على