وراح كما راح الحسام من الوغى ... تروق حلاه والفرند خضيب
شواهد اهدتهن منك شمائل ... وخلق بصفو المجد منك مشوب
ومنها في الثناء على ولديه:
هما النيران الطالعان على الهدى ... بآياتفتح شأنهن عجيب
شهابان في الهيجا غمامان في الندى ... تسح المعالي منهما وتصوب
يدان لبسط المكرمات نماهما ... إلى المجد فياض اليدين وهوب
وأنشدته ليلة المولد الكريم من هذه السنة:
أبى الطيف أن يعتاد إلا توهما ... فمن لي بأن ألقى الخيال المسلما
وقد كنت استهديه لو كان نافعي ... وأستمطر الأجفان لو تنقع الظَّمَا
ولكن خيال كاذب وطماعة ... تعلل قلباً بالأماني متيما
يا صاحبي نجواي والحب لوعة ... تبيح بشكواها الضمير المكتما
خذا لفؤادي العهد من نفس الصبا ... وظبي النَّقَا والبان من أجرع الحمى
ألا صنع الشوق الذي هو صانع ... فحبي مقيم أقصر الشوق أو سما
وإني ليدعوني السلو تعللاً ... وتنهاني الأشجان أن اتقدما
لمن دمن اقفرن إلا هواتفاً ... تردد في أطلالهن الترنما
عرفت بها سيما الهوى وتنكرت ... فمجت على آياتها متوسما
وذو الشوق يعتاد الربوع دوارساً ... ويعرف آثار الديار توهما
تأوَّبني والليل بيني وبينه ... وميض بأطراف الثنايا تضرما