سقياً ورعياً لأيامي التي ظفرت ... يداي منها بحظ غير مغبون
ارتاد منها ملياً لا يماطلني ... وعداً وأرجو كريماً لا يعنيني
وهاك منها قواف طيها حكم ... مثل الأزاهر في طي الرياحين
تلوح إن جليت دراً وإن تليت ... تثني عليك بأنفاس البساتين
عانيت منها بجهدي كل شاردة ... لولا سعودك ما كادت تواتين
يمانع الفكر عنها ما تقسمه ... من كل حزن بطي الصدر مكنون
لكن بسعدك ذلت لي شواردها ... فرضت منها بتحبير وتزيين
بقيت دهرك في أمن وفي دعة ... ودام ملكك في نصر وتمكين
وأنشدته سنة خمس وستين في إعذار ولده، والصنيع الذي احتفل لهم فيه، ودعا إليه الجفلى من نواحي الأندلس، ولم يحضرني منها إلا ما أذكره:
صحا الشوق لولا عبرة ونحيب ... وذكرى تجد الوجد حين تثوب
وقلب أبى إلا الوفاء بعهده ... وإن نزحت دار وبان حبيب
ولله مني بعد حادثة النوى ... فؤاد لتذكار العهود طروب
يؤرقه طيف الخيال إذا سرى ... وتذكي حشاه نفحة وهبوب
خليلي إلا تسعدا فدعا الأسى ... فإني لما يدعو الأسى لمجيب
ألما على الأطلال يقض حقوقها ... من الدمع فياض الشئون سكوب
ولا تعذلاني في البكاء فإنها ... حشاشة نفسي في الدموع تذوب
ومنها في تقدم ولده للأعذار من غير نكول:
فيَمَّمَ منه الحفل لا متقاعس ... لخطب ولا نكس اللقاء هيوب