أتنسى ولا تنسى ليالينا التي ... خلسنا بهن العيش في جنة الخلد
ركبنا إلى اللذات في طلق الصبا ... مطايا الليالي وادعين إلى حد
فإن لم نرد فيها الكؤس فإننا ... وردنا بها للأنس مستعذب الورد
أتيتك في غرب وأنت رئيسه ... وبابك للأعلام مجتمع الوفد
فآنست حتى ما شكوت بغربة ... وواليت حتى لم أجد مضض الفقد
وعدت لقطري شاكراً ما بلوته ... من الخلق المحمود والحسب العد
إلى أن أجزت البحر يا بحر نحونا ... وزرت مزار الغيث في عقب الجهد
ألذ من النعمى على حال فاقة ... وأشهى من الوصل الهني على صد
وإن ساءني أن قوضت رحلك النوى ... وعوضت عنا بالذميل وبالوخد
لقد سرني أن لحت في أفق العلا ... على الطائر الميمون والطالع السعد
طلعت بأفق الشرق نجم هداية ... فجئت مع الأنوار فيه على وعد
يميناً بمن تسري المطي سواهماً ... عليها سهام قد رمت هدف القصد
إلى بيته كيما تزور معاهداً ... أبان بها جبريل عن كرم العهد
لأنت الذي مهما دجا ليل مشكل ... قدحت به للنور وارية الزند
وحيث استقلت بي ركاب لطية ... فأنت نجي النفس في القرب والبعد
وإني بباب الملك حيث عهدتني ... مديد ظلال الجاه مستحصف العقد
أجهز بالإنشاء كل كتيبة ... من الكتب، والكتاب في عرضها جندي
نلوذ من المولى الإمام محمد ... بظل على نهر المجرة ممتد
إذا فاض من يمناه بحر سماحة ... وعم به الطوفان في النجد والوهد
ركبنا إلى الإحسان في سفن الرجا ... بحور عطاء ليس تجزر عن مد