فمن مبلغ الأمصار عني ألوكة ... مغلغلة في الصدق منجزة الوعد
بآية ما أعطى الخليفة ربه ... مفاتيح فتح ساقها سائق السعد
ودونك من روض المحامد نفحة ... تفوت إذا اصطف الندي عن الند
ثناء يقول المسك إن ضاع عرفه ... أيا لك من ند أما لك من ند
وما الماء في جوف السحاب مروقاً ... بأطهر ذاتاً منك في كنف بالمهد
فكيف وقد حلتك أسرابها الحلى ... وباهت بك الأعلام بالعلم الفرد
وما الطل في ثغر من الدهر باسم ... بأصفى وأذكى من ثنائي ومن ودي
ولا البحر معصوباً بتاج تمامه ... بأبهر من ودي وأسير من حمدي
بقيت ابن خلدون إمام هداية ... ولا زلت من دنياك في جنة الخلد
ووصلها بقوله: سيدي علم الأعلام، كبير رؤساء الإسلام، مشرف حملة السيوف والأقلام، جمال الخواص والظهراء، أثير الدول، خالصة الملوك، مجتبى الخلفاء، نير أفق العلاء، أوحد الفضلاء، قدوة العلماء، حجة البلغاء.
أبقاكم الله بقاء جميلاً يعاقد لواء الفخر، ويعلي منار الفضل، ويرفع عماد المجد، ويوضح معالم السؤدد، ويرسل أشعة السعادة، ويفيض أنوار الهداية، ويطلق ألسنة المحامد، وينشر أفق المعارف، ويعذب موارد العناية ويمتع بعمر النهاية ولا نهاية.
بأي التحيات أفاتحك وقدرك أعلى، ومطلع فضلك أوضح وأجلى، إن قلت تحية كسرى في السناء وتبع فأثر لا يقتفر ولا يتبع، تلك تحية عجماء لا تبين ولا تبين، وزمزمة نافرها اللسان العربي المبين، وهذه جهالة جهلاء، لا ينطبق على