خذوا الحذر من سكان رامة إنها ... ضعيفات كر اللحظ تفتك بالأسد
سهام جفون عن قسي حواجب ... يصاب بها قلب البريء على عمد
وروض جمال ضاع عرف نسيمه ... وما ضاع غير الورد في صفحة الخد
ونرجس لحظ أرسل الدمع لؤلؤاً ... فرش بماء الورد روضاً من الورد
وكم غصن قد عانق الغصن مثله ... وكل على كل من الشوق يستعدي
قبيح وداع قد جلا لعيوينا ... محاسن من روض الجمال بلا عد
رعى الله ليلى لو علمت طريقهما ... فرشت لأخفاف المطي به خدي
وما شاقني والطيف يرهب أدمعي ... ويسبح في بحر من الليل مزبد
وقد سل خفاق الذؤابة بارق ... كما سل لماع الصقال من الغمد
وهزت محلاة يد الشوق في الدجى ... فحل الذي أبرمت للصبر من عقدي
وأفلق خفاق الجوانح نسمة ... تنم مع الإصباح خافقة البرد
وهب عليل لف طي بروده ... أحاديث أهداها إلى الغور من نجد
سوى صادح في الأيك لم يدر ما الهوى ... ولكن دعا مني الشجون على وعد
فهل عند ليلى نعم الله ليلها ... بأن جفوني ما تمل من السهد
وليلة إذ ولى الحجيج على منى ... وفت لي المنى منها بما شئت من قصد
فقضيت منها - فوق ما أحسب - المنى ... وبرد عفافي صانه الله من برد
وليس سوى لحظ خفي نجيله ... وشكوى كما ارفض الجمان من العقد
غفرت لدهري بعدها كل ما جنى ... سوى ما جنى وفد المشيب على فودي
عرفت بهذا الشيب فضل شبيبتي ... وما زال فضل الضد يعرف بالضد