الذي ليس من عمرو ولا زيد، والفرا الذي في جوفه كل صيد، أقل كرسيه خلافة الإسلام، وأغار بالرصافة والجسر دار السلام، وما عسى أن تطنب في وصفه ألسنة الأقلام أو تعبر به عن ذلك الكمال فنون الكلام.
فأعملنا إليها السرى والسير، وقدنا إليها الخيل قد عقد الله في نواصيها الخير. ولما وقفنا بظاهرها المبهت المعجب، واصطففنا بخارجها المنبت المنجب، والقلوب تلتمس الإعانة من منعم مجزل، وتستنزل مدد الملائكة من منجد منزل، والركائب واقفة من خلفنا بمعزل، تتناشد في معاهد الإسلام:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
برز من حاميتها المحاميه، ووقود النار الحاميه، وبقية السيف الوافرة على الحصاد النامية، قطع الغمائم الهامية، وأمواج البحور الطامية، واستجنت بظلال أبطال المجال، أعداد الرجال، الناشبة والرامية، وتصدى للنزال، من صناديدها الصهب السبال، أمثال الهضاب الراسية، تجنها جنن السوابغ الكاسية، وقواميسها
المفادية للصلبان يوم بوسها بنفوسها المواسية، وخنازيرها التي