رحله ابن خلدون (صفحة 144)

عدتها عن قبول حجج الله ورسوله، ستور الظلم الغاشية، وصخور القلوب القاسية، فكان بين الفريقين أمام جسرها الذي فرق البحر، وحلى بلجينه، ولآلئ زينه، منها النحر، حرب لم تنسج الأزمان على منوالها، ولا أتت الأيام الحبالى بمثل أجنة أهوالها، من قاسها بالفجار أفك وفجر، أو مثلها بجفر الهباءة خرف وهجر، ومن شبهها بحرب داحس والغبراء، فما عرف الخبر، فليسأل من جرب وخبر، ومن نظرها بيوم شعب جبله فهو ذو بله، أو عادلها ببطن عاقل، فغير عاقل، أو احتج بيوم ذي قار، فهو إلى المعرفة ذو افتقار، أو ناضل بيوم الكديد، فسهمه غير السديد، إنما كان مقاماً غير معتاد، ومرعى نفوس سلم يف بوصفه لسان مرتاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015