قواد الكتائب، وأولي الأخبار العجائب؟ فقال: أنا المهلب بن أبي صفرة، نرجس هذه الألوان، في رياض الأكوان، تحثى به وجوه الحرب العوان، أغار بنخوة الصائل، على معصفرات الأصائل، فارتداها، وعمد إلى خيوط شعاع الشمس، عند جانحة الأمس، فألحم منها حلته وأسداها، واستعدت عليه تلك المحاسن فما أعداها، فهو أصيل تمسك بذيل الليل عرفه وذيله، وكوكب يطلعه من القتام ليله، فيحسده فرقد الأفق وسهيله.
وأشهب تغشى من لونه مفاضة، وتسربل منه لامة فضفاضة، قد احتفل زينه، لما رقم بالنبال لجينه، فهو الأشمط، الذي حقه لا يغمط، والدارع المسارع، والأعزل الذارع، وراقي الهضاب الفارع، ومكتوب الكتيبة البارع. وأكرم به من مرتاض سالك، ومجتهد على غايات السابقين الأولين متهالك، وأشهب يروي من الخليفة، في الشيم المنيفة، عن مالك.
وحباري كلما سابق وبارى، استعار جناح الحبارى، فإذا أعملت الحسبة، قيل من هنا جاءت النسبة، طرد النمر، لما عظم أمره وأمر، فنسخ وجوده بعدمه، وابتزه الفروة ملطخة بدمه، وكأن مضاعف الورد نثر عليه من طبقه، أو الفلك، لما