ذهب الحلك، مزج فيه بياض صبحه بخمرة شفقه.
وقرطاسي حقه لا يجهل، متى ما ترقى العين فيه تسفل، إن نزع عنه جله، فهو نجم كله، انفرد بمادة الألوان، قبل أن تشوبها يد الأكوان، أو تمزجها أقلام الملوان، يتقدم الكتيبة منه لواء ناصع، أو أبيض مناصع، لبس وقار المشيب، في
ريعان العمر القشيب، وأنصتت الآذان من صهيله المطيل المطيب، لما ارتدى بالبياض إلى نغمة الخطيب، وإن تعتب منه للتأخير متعتب، قلنا: الواو لا ترتب، ما بين فحل وحرة، وبهرمانة ودرة، ويا لله من ابتسام غرة، ووضوح يمن في طرة، وبهجة للعين وقرة، وإن ولع الناس بامتداح القديم، وخصوا الحديث بفري الأديم، وأوجب المتعصب، وإن أبى المنصب، مرتبة التقديم، وطمح إلى رتبة المخدوم طرف الخديم، وقورن المثري بالعديم، وبخس في سوق الكسد الكيل، ودجا الليل، وظهر في فلك الإنصاف الميل، لما تذوكرت الخيل، فجيء بالوجيه والخطار،