المعلوة"، ويسمون المائة ألف منه بُستُو "بضم الباء الموحدة والتاء المعلوة وبينهما سين مهمل"، ويباع بها بقيمة أربعة بساتي بدينار من الذهب وربما رخص حتى يباع عشر بساتي منه بدينار. ويبيعونه من أهل اليمن فيجعلونه عوض الرمل في مراكبهم. وهذا الودع أيضاً هو صرف السودان في بلادهم، رأيته يباع بمالي وجوجو بحساب ألف وخمسين للدينار الذهبي.
ونساؤها لا يغطين رؤسهن، ولا سلطانتهم تغطي رأسها. ويمشطن شعورهن ويجمعنها إلى جهة واحدة. ولا يلبس أكثرهن إلا فوطه واحدة تسترها من السرة إلى أسفل، وسائر أجسادهن مكشوفة، وكذلك يمشين في الأسواق وغيرها. ولقد جهدت لما وليت القضاء بها أن أقطع تلك العادة وآمرهن باللباس فلم أستطع ذلك. وكانت لا تدخل إلي منهن امرأة في خصومة إلا مستترة الجسد، وما عدا ذلك لم تكن لي عليهن قدرة. ولباس بعضهن قمص زائدة على الفوطة وقمصهن قصار الأكمام عراضها. وكان لي جوار كسوتهن لباس أهل دهلي تغطين رؤسهن فعابهن ذلك أكثر مما زانهن إذ لم يتعودونه. وحليهن الأساور وتجعل المرأه منها جملة في ذراعيها بحيث تملأ ما بين الكوع والمرفق وهي من الفضة. ولا تحمل أساور الذهب إلا نساء السلطان وأقاربه ولهن الخلاخيل ويسمونها البَايِل "بباء موحدة وألف وياء آخر الحروف مكسورة" وقلائد ذهب يجعلنها على صدورهن ويسمونها البَسْدرد "بالباء الموحدة وسكون السين المهمل وفتح الدال المهمل والراء". ومن عجيب أفعالهن أنهن يستأجرن أنفسهن للخدمة بالديار على عدد معلوم من خمسة دنانير فما دونها وعلى مستأجرهن نفقتهن ولا يرين ذلك عيباً، ويفعله أكثر بناتهم فتجد في دار الإنسان الغني منهم العشرة والعشرين. وكل ما تكسره من الأواني يحسب عليها قيمته. وإذا أرادت الخروج من دار إلى دار أعطاها أهل الدار التي تخرج إليها العدد الذي هي مرتهنة فيه فتدفعه لأهل الدار التي خرجت منها ويبقى عليها للآخرين. وأكثر شغل هؤلاء المستأجرات غزل القنبر. والتزوج بهذه الجزائر سهل لنزارة الصداق وحسن معاشرة النساء. وأكثر الناس لا يسمي صداقاً، إنما تقع الشهادة ويعطى صداق مثلها. وإذا قدمت المراكب تزوج أهلها النساء، فإذا أرادوا السفر طلقوهن، وذلك نوع من نكاح المتعة. وهن لا يخرجن