عليه ونمت وكان فوقها طائر يرفرف بجناحيه أكثر الليل وأظنه كان يخاف فاجتمعنا خائفين. وأقمت على تلك الحال سبعة أيام من يوم أسرت وهو يوم السبت وفي السابع منها وصلت إلى قرية للكفار عامرة وفيها حوض ماء ومنابت خضر فسألتهم الطعام فأبوا أن يعطوني فوجدت حول بئرها أوراق فجل فأكلته. وجئت القرية فوجدت جماعة كفار لهم طليعة فدعاني طليعتهم فلم أجبه وقعدت إلى الأرض فأتى أحدهم بسيف مسلول ورفعه ليضربني به فلم ألتفت إليه لعظيم ما بي من الجهد ففتشني فلم يجد عندي شيئاً فأخذ القميص الذي كنت أعطيت كميه للشيخ الموكل بي.

ولما كان اليوم الثامن اشتد بي العطش وعدمت الماء ووصلت إلى قرية خراب، فلم أجد بها حوضاً. وعادتهم بتلك القرى أن يصنعوا أحواضاً يجتمع بها ماء المطر فيشربون منه جميع السنة فاتبعت طريقاً فأفضت بي إلى بئر غير مطوية عليها حبل مصنوع من نبات الأرض وليس فيه آنية يستقى بها فربطت خرقة كانت على رأسي في الحبل وامتصصت ما تعلق بها في الماء فلم يروني فربطت خفي واستقيت به فلم يروني فاستقيت به ثانياً فانقطع الحبل ووقع الخف في البئر فربطت الخف الآخر وشربت حتى رويت ثم قطعته فربطت أعلاه على رجلي بحبل البئر وبخرق وجدتها هنالك. فبينا أنا أربطها وأفكر في حالي إذ لاح لي شخص فنظرت إليه فإذا رجل أسود اللون بيده إبريق وعكاز وعلى كاهله جراب، فقال لي: سلام عليكم. فقلت له: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته: فقال لي بالفارسية: جيكس "جه كسيى" معناه من أنت؟ فقلت له: أنا تائه. فقال لي: وأنا كذلك. ثم ربط إبريقه بحبل كان معه واستقى ماء فأردت أن أشرب فقال لي اصبر ثم فتح جرابة فأخرج منه غرفة حمص أسود مقلو مع قليل أرز فأكلت منه وشربت. وتوضأ وصلى ركعتين. وسألني عن اسمي فقلت له: محمد. وسألته عن اسمه، فقال لي: القلب الفارح. فتفاءلت بذلك وسررت به. ثم قال لي بسم الله ترافقني؟ فقلت: نعم. فمشيت معه قليلاً ثم وجدت فتوراً في أعضائي ولم أستطع النهوض فقعدت. فقال: ما شأنك؟ فقلت له: كنت قادراً على المشي قبل أن ألقاك فلما لقيتك عجزت. فقال: سبحان الله اركب فوق عنقي. فقلت له: إنك ضعيف ولا تستطع ذلك. فقال: يقويني الله لا بد لك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015