ولما كملت لي أربعون يوماً بعث إلي السلطان خيلاً مسرجة وجواري وغلماناً وثياباً ونفقة، فلبست ثيابه وقصدته. وكانت لي جبة قطن زرقاء مبطنة لبستها أيام اعتكافي فلما جردتها ولبست ثياب السلطان أنكرت نفسي وكنت متى نظرت إلى تلك الجبة أجد نوراً في باطني ولم تزل عندي إلى أن سلبني الكفار في البحر. ولما وصلت إلى السلطان زاد في إكرامي على ما كنت أعهده. وقال لي إنما بعثت إليك لتتوجه عني رسولا إلى ملك الصين فإني أعلم حبك في الأسفار والجولان فجهزني بما أحتاج له وعين للسفر معي من يذكر بعد.

وكان ملك الصين قد بعث إلى السلطان مائة مملوك وجارية وخمسمائة ثوب من الكمخا منها مائة من التي تصنع بمدينة الزيتون ومائة من التي تصنع بمدينة الخنسا وخمسة أمنان من المسك وخمسة أثواب مرصعة بالجوهر وخمسة من التراكش مزركشة ومثلها سيوف. وطلب من السلطان أن يأذن له في بناء بيت الأصنام بناحية جبل قراجيل المتقدم ذكره. ويعرف الموضع الذي هو به بِسَمْهَل "بفتتح السين المهمل وسكون الميم وفتح الهاء" وإليه يحج أهل الصين وتغلب عليه جيش الإسلام بالهند فخربوه وسلبوه. ولما وصلت هذه الهدية إلى السلطان كتب إليه أن هذا المطلب لا يجوز في ملة الإسلام إسعافه ولا يباح بناء كنيسة بأرض المسلمين إلا لمن يعطي الجزية فإن رضيت بإعطائها أبحنا لك بناءه والسلام على من اتبع الهدى. وكافأه عن هديته بخير منها وذلك مائة فرس من الجياد مسرجة ملجمة ومائة مملوك ومائة جارية من كفار الهند مغنيات ورواقص ومائة ثوب بيرمية وهي من القطن ولا نظير لها في الحسن قيمة الثوب منها مائة دينار ومائة شقة من ثياب الحرير المعروفة بالجز وهي التي يكون حرير إحداها مصبوغا بخمسة ألوان وأربعة ومائة ثوب من الثياب المعروفة بالصلاحية ومائة ثوب من الشيرين باف ومائة ثوب من الشان باف وخمسمائة ثوب من المرعز مائة منها سود ومائة بيض ومائة حمر ومائة خضر ومائة زرق ومائة شقة من الكتان الرومي ومائة فضلة من الملف وسراجة وست من القباب وأربع حسك من ذهب وست حسك من فضة منيلة وأربع طسوت من الذهب ذات أباريق كمثلها وست طسوت من الفضة وعشر خلع من ثياب السلطان مزركشة وعشر شواش من لباسه إحداهما مرصعة بالجوهر وعشرة تراكش مزركشة وأحدها مرصع بالجواهر وعشرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015