من السيوف أحدها مرصع الغمد بالجوهر ودشت بان "دستبان" وهو قفاز مرصع بالجوهر وخمسة عشر من الفتيان. وعين السلطان للسفر معي بهذه الهدية الأمير ظهير الدين الزنجاني وهو من فضلاء أهل العلم والفتى كافور الشربدار وإليه سلمت الهدية وبعث معنا الأمير محمد الهروي في ألف فارس ليوصلنا إلى الموضع الذي نركب منه البحر وتوجه صحبتنا أرسال ملك الصين وهم خمسة عشر رجلاً يسمى كبيرهم ترسي وخدامهم نحو مائة رجل وانفصلنا في جمع كبير ومحلة عظيمة وأمر لنا السلطان بالضيافة مدة سفرنا ببلاده.

وكان سفرنا في السابع عشر لشهر صفر سنة ثلاث وأربعين، وهو اليوم الذي اختاروه للسفر لأنهم يختارون للسفر من أيام الشهر ثانيه أو سابعة أو الثاني عشر أو السابع عشر أو الثاني والعشرين أو السابع والعشرين فكان نزولنا في أول مرحلة بمنزل تلبت على مسافة فرسخين وثلث من حضرة دهلي.

ورحلنا منه إلى منزل هيلوور1، ورحلنا منه إلى مدينة بَيَانة "وضبط اسمها بفتح الباء الموحدة وفتح الياء آخر الحروف مع تخفيفها وفتح النون" وهي مدينة كبيرة حسنة البناء مليحة الأسواق ومسجدها الجامع من أبدع المساجد وحيطانه وسقفه حجارة. والأمير بها مظفر بن الداية وأمه هي داية السلطان وكان بها قبله الملك مجير بن أبي الرجاء أحد كبراء الملوك وقد تقدم ذكره وهو ينتسب في قريش وفيه تجبر وله ظلم كثير قتل من أهل هذه المدينة جملة ومثّل بكثير منهم.

ولقد رأيت من أهلها رجلاً حسن الهيئة قاعداً في أسطوان منزله وهو مقطوع اليدين والرجلين. وقدم السلطان مرة على هذه المدينة فتشكى الناس من الملك مجير المذكور فأمر السلطان بالقبض عليه وجعلت في عنقه الجامعة وكان يقعد بالديوان بين يدي الوزير وأهل البلد يكتبون عليه المظالم فأمر السلطان بإرضائهم فأرضاهم بالأموال ثم قتله بعد ذلك. ومن كبار أهل هذه المدينة الإمام العالم عز الدين الزبيري من ذرية الزبير بن العوام رضي الله عنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015