يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} 1. {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} 2. {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} 3. فأردت أن أقبل قدمه فمنعني وأمسك رأسي بيده فقبلتها وانصرفت. وعدت إلى الحضرة فاشتغلت بعمارة داري وأنفقت فيها أربعة آلاف دينار، أعطيت منها من الديوان ستمائة دينار وزدت عليها الباقي وبنيت بإزائها مسجداً، واشتغلت بترتيب مقبرة السلطان قطب الدين وكان قد أمر أن تبني عليه قبة يكون ارتفاعها في الهواء مائة ذراع بزيادة عشرين ذراعاً على ارتفاع القبة المبنية على قازان ملك العراق وأمر أن تشترى ثلاثون قرية تكون وقفاً عليها وجعلها بيدي على أن يكون لي العشر من فائدتها على العادة.

وعادة أهل الهند أن يرتبوا لأمواتهم ترتيباً كترتيبهم بقيد الحياة ويؤتى بالفيلة والخيل فتربط عند باب التربة وهي مزينة فرتبت أنا في هذه التربة بحسب ذلك ورتبت من قراء القرآن مائة وخمسين وهم يسمونهم الختميين ورتبت من الطلبة ثمانين ومن المعيدين ويسمونهم المكررين ثمانية ورتبت لها مدرسا ورتبت من الصوفية ثمانين ورتبت الإمام والمؤذنين والقراء بالأصوات الحسان والمداحين وكتاب الغيبة والمعرفين وجميع هؤلاء يعرفون عندهم بالأرباب ورتبت صنفاً آخر يعرفون بالحاشية وهم الفراشون والطباخون والدوادرية والأبدارية وهم السقاؤون والشربدارية الذين يسقون الشربة والتنبول دارية الذين يعطون التنبول والسلحدارية والنيزدارية والشطر دارية والطشت دارية والحجاب والنقباء فكان جميعهم أربعمائة وستين. وكان السلطان أمر أن يكون الطعام بها كل يوم اثنى عشر منّاً من الدقيق ومثلها من اللحم فرأيت أن ذلك قليل والزرع الذي أمر به كثير فكنت أنفق كل يوم خمسة وثلاثين منًّا من الدقيق ومثلها من اللحم مع ما يتبع ذلك من السكر والنبات والسمن والتنبول وكنت أطعم المرتبين وغيرهم من صادر ووارد وكان الغلاء شديداً فارتفق الناس بهذا الطعام وشاع خبره وسافر الملك صبيح إلى السلطان بدولة آباد فسأله عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015