في ذلك فتوق نفسه إلى الإطلاع عليه وكانت الفرنج جمعوا وحشدوا وقصدوا دمياط في عدد عظيم وجماعة من ملوكهم في سنة ثماني عشرة وستمائة ونزلوا بر دمياط ونازلوها وضايقوها قريب سنة ففنيت أزواد أهلها ومات أكثرهم في الحصار من وباء حصل لهم فتسلموها والملك الكامل نازل بالمنصورة وما حولها ولا يمكنه مهاجمتهم لكثرتهم وشدة بأسهم، وكان نزول الفرنج قبالة دمياط يوم الثلاثاء ثاني شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة ثم نزلوا البر الشرقي يوم الثلاثاء سادس عشر ذي القعدة من السنة المذكورة، وأخذ الثغر المذكور يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شعبان سنة ست عشرة وستمائة، واستعيد منهم ثغر دمياط المذكور يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رجب سنة ثماني عشرة وستمائة، ومدة نزولهم على دمياط وتملكهم لها وإلى أن انفصلوا عنها ثلاث سنين وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوماً.
ومن الاتفاق العجيب نزولهم عليها يوماً الثلاثاء وإحاطتهم بها يوم الثلاثاء وملكهم لها يوم الثلاثاء وقد جاء في الآثار أن الله تعالى خلق المكروه يوم الثلاثاء ولما ملك الفرنج دمياط قالوا هذه البلاد ليس لنا بها خبرة ولا نعرف طرقها ومسالكها لا في البر ولا في البحر يعنون النيل وما ينبغي لنا أن نغرر بأنفسنا ونخرج إلا على بصيرة فاتفق رأيهم على أن جهزوا بعض ملوكهم الأكابر رسولاً وكان خبيراً بالحروب فطناً مجرباً وسيروا جميع من معه من الخدم والحاشية والغلمان وغيرهم خيالة من أعيان فرسانهم وأولي البصائر منهم وقد غيروا زي الجميع