يسوف خوفاً من القبض لما أسلفه من الأفعال الذميمة منها رسالة سيرها على لسان الأمجد رسوله أساء فيها الأدب ومنها كتبه إلى التتر يحرضهم على قصد البلاد، ومما ثبطه كتب وصلت إليه من أمراء كانوا مع الملك الظاهر يحذرونه الوصول إليه يعرفونه أنه عازم على قبضه، فوقف عليها وسيرها إلى الملك الظاهر فسير إليه في الجواب أني أنا أمرتهم بذلك لأتحقق ما في نفسك، فخرج من الكرك خائفاً ولما وصل بالقرب من العسكر ركب الملك الظاهر لتلقيه فأراد أن يترجل فمنعه الملك الظاهر وسايره إلى باب الدهليز فدخل الملك الظاهر وعدل بالملك المغيث إلى خركاه واحتيط عليه وبعث به إلى قلعة القاهرة صحبة الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقاني السلحدار يومئذ فوصل به ليلة الأحد خامس عشر جمادى الآخرة فكان آخر العهد به.

ولما قبض عليه ظهر في وجوه بعض الأمراء كراهية ذلك فاحضر الملك الظاهر الأمراء والملك الأشرف صاحب حمص وكان قد وفد عليه وقاضي القضاة بدمشق وكان قد استدعاه والشهود ورسل الفرنج وأخرج إليهم كتب الملك المغيث إلى التتر يحرضهم على قصد البلاد وكتب التتر إليه أجوبة منها مضمونها شكر هولاكو منه واعتزاؤه إليه ويعده بوعود حسنة ويقول له قد أقطعتك من بصري إلى غزة وقد عرفت ما أشرت إليه من طلب عشرين ألف فارس نسيرها تفتح بها مصر ويعده بإرسالها إليه ويوصيه بأمور جمة، ثم أخرج فتاوى الفقهاء بأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015